رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية المشاركة الفاعلة للعشائر في الانتخابات المقبلة وفاءً لتضحياتها الوطنية

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن العشائر العراقية كانت ولا تزال شريكًا أساسياً في بناء الدولة ودعم مساراتها السياسية والأمنية، مشددًا على ضرورة أن يكون لها حضور فاعل في الانتخابات النيابية المقبلة، وفاءً لتضحيات أبنائها ودماء شهدائها.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل الاستذكاري لثورة العشرين، الذي أُقيم في مضيف الشيخ قاسم كريم آل علوان، أحد شيوخ عشائر بني حسن في قضاء الكفل بمحافظة بابل، بحضور جمع من شيوخ العشائر والوجهاء وأهالي القضاء.

وأشار السوداني إلى أن ثورة العشرين تمثل لحظة تأسيسية في تاريخ العراق الحديث، وأن إحياءها لا يقتصر على طابعها الرمزي، بل يستدعي استحضار القيم التي قامت عليها، وفي مقدمتها وحدة الصف الوطني ورفض الاستعمار والدفاع عن السيادة.

كما أشاد بدور العشائر في مختلف المراحل الوطنية، لاسيما بعد عام 2003، حين كانت لها مساهمة بارزة في دعم العملية السياسية، والاستجابة التاريخية لفتوى الجهاد الكفائي، والتصدي للإرهاب جنبًا إلى جنب مع القوات الأمنية.

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة ماضية في تنفيذ البرنامج الحكومي الذي يستند إلى مبادئ الدولة العادلة، ومن أهم ركائزه حصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد، واستعادة هيبة المؤسسات، مؤكدًا أن المرجعية الدينية العليا شكّلت دومًا مرجعية وطنية في توجيه المسار العام.

وشدد على أن الحكومة لا تسمح لأي جهة بوضع معايير أو تصنيفات دينية أو فكرية للمجتمع، ولا تقبل بوجود أي سلاح خارج إطار الدولة، موضحًا أن الحفاظ على هيبة القانون هو الأساس لبناء دولة قوية ومستقرة.

وفي ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية، أشار السوداني إلى أن ما يجري في غزة يمثل استهانة كاملة بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن الموت هناك بات نتيجة الحصار والجوع والعطش، لا بسبب الأسلحة فقط.

وأوضح أن الحكومة العراقية تواصل مواقفها المبدئية تجاه القضايا العادلة، من خلال سياسة متوازنة تجمع بين الرفض الواضح للعدوان، والعمل السياسي والقانوني والإعلامي والإغاثي، مع التأكيد على الحفاظ على مصلحة العراق وتجنيبه الانخراط في صراعات إقليمية.

واختتم السوداني كلمته بالتأكيد على دور العشائر في دعم مشاريع التنمية، خاصة في مجالات الزراعة والتجارة والصناعة، مشيرًا إلى أن العراق يمتلك من الموارد والطاقات ما يمكّنه من بناء مستقبل يليق بتاريخه وشعبه.